رسالة احتجاج.. إسرائيليون يدعون للاحتفال بعيد الفصح في ساحة الرهائن
رسالة احتجاج.. إسرائيليون يدعون للاحتفال بعيد الفصح في ساحة الرهائن
أحيا الإسرائيليون عيد الفصح اليهودي في أجواء يغلب عليها الحزن والتوتر، مع استمرار احتجاز عشرات الرهائن في قطاع غزة.
ويُصادف هذا العيد ذكرى تحرر بني إسرائيل من العبودية، لكنه حمل هذا العام طابعًا مغايرًا لكثير من العائلات الإسرائيلية التي لم تغب عن ذهنها معاناة المحتجزين، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الأحد.
تلا يونا شنيتزر، وهو كاتب تسويق يبلغ من العمر 36 عامًا من تل أبيب، دعاءً خاصًا خلال مائدة عيد الفصح العام الماضي، متمنيًا إطلاق سراح الرهائن قبل العيد التالي، لكنه اليوم يُعبر عن شعوره بالإحباط، قائلًا: "أصبح وجود رهائن في غزة أمرًا طبيعيًا للغاية.. إنه أمر غريب ومفجع".
وأقامت أورلي غافيشي سوتو، مديرة جامعية تبلغ من العمر 47 عامًا من شمال إسرائيل، طقوس العيد مع عائلتها، لكنها أبقت كرسياً فارغاً على المائدة، تعبيراً عن التضامن مع الرهائن، وصرحت: "لن نحتفل بالعيد.. لا يمكننا الاحتفال إلا عندما يعود جميع الرهائن إلى ديارهم".
ظهور مقاطع مصورة
نشرت حركة حماس مساء السبت مقطع فيديو جديداً يُظهر عيدان ألكسندر، أحد الرهائن، وطلبت عائلته من وسائل الإعلام الامتناع عن نشره، عبر بيان أصدرته جماعة داعمة لحقوق الرهائن.
وجاء نشر المقطع في وقت حساس، بينما اجتمعت العائلات الإسرائيلية حول موائد العيد، محاطة بمشاعر مختلطة من الأمل والألم.
وتُقدر الحكومة الإسرائيلية عدد الرهائن المتبقين في غزة بـ59 شخصًا، وتعتقد أن 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة، وفقًا لما أوردته السلطات.
تراجع فرص التهدئة
توصل مفاوضو إسرائيل وحماس في يناير إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار، كان من المتوقع أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين، وقد أُفرج خلال الأسابيع الستة الأولى من الهدنة عن 30 رهينة أحياء.
وأُعيدت جثامين 8 آخرين، لكن في 18 مارس، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية بعد فشل تمديد الاتفاق.
وواصل الجيش الإسرائيلي بعدها شن غارات جوية والاستيلاء على مناطق جديدة في القطاع، في ما وصفه مسؤولون بأنه وسيلة للضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
مخاوف على حياة الرهائن
عبّر نشطاء وممثلو عائلات الرهائن عن قلقهم من أن تؤدي العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تعريض الرهائن لمزيد من الخطر.
ووفقًا لتقارير طبية وعسكرية، لقي أكثر من 30 رهينة مصرعهم منذ بداية الحرب، بعضهم بنيران خاطفيهم وآخرون بنيران إسرائيلية.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن نحو 1200 شخص قُتلوا خلال الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023،.
وعلى الجانب الآخر، تشير وزارة الصحة في غزة إلى أن أكثر من 50 ألف شخص قتلوا منذ بداية الحرب، دون التمييز بين المدنيين والمقاتلين، كما أُعلن عن مقتل أكثر من 1500 شخص في غزة منذ انهيار الهدنة.
معاناة عائلات الرهائن
نظّم داني ميران، البالغ من العمر 80 عامًا، احتفالًا بسيطًا بمناسبة عيد الفصح، محاولًا طمأنة حفيداته بعودة والدهن، وقد اختُطف ابنه عمري ميران (48 عامًا) من كيبوتس ناحال عوز قرب الحدود مع غزة في السابع من أكتوبر، برفقة زوجته وابنتيه، لكنه وحده نُقل إلى غزة تحت تهديد السلاح.
وقال ميران الأب: "عمري محتجز في الأنفاق منذ أكثر من عام ونصف.. لا أعرف حالته النفسية.. أتمنى فقط أن يكون قويًا بما يكفي لتحمل هذه المأساة".
ودعا منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين إلى إقامة طقوس عيد الفصح (سيدر) في ساحة عامة بتل أبيب تُعرف بـ"ساحة الرهائن"، في لفتة رمزية تُجسد غياب الحرية الحقيقية رغم حلول عيد يُجسّد في جوهره معنى التحرر، ووصفت المجموعة العيد بأنه "عيد حرية آخر دون حرية حقيقية".
صدى المأساة في النصوص الدينية
اختارت بعض العائلات استخدام نسخ من كتاب "هاجاداه"، وهو نص يُقرأ خلال العيد، تتناول محنة الرهائن بشكل مباشر، وقال أودي أربيل، البالغ من العمر 77 عامًا من كيبوتس يفتاح: "إن من المبادئ الأساسية لليهودية والهوية الإسرائيلية فداء الأسرى".
وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي أن أكثر من 68% من الإسرائيليين يفضلون تحرير الرهائن على تحقيق هدف الحكومة المعلن المتمثل في إزاحة حركة حماس عن السلطة.
ولكن تمسك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بموقفه الرافض لإنهاء الحرب إلا بعد تفكيك الذراع العسكري لحماس وإنهاء سلطتها في غزة، وأعلنت حماس في المقابل أنها لن تُفرج عن جميع الرهائن ما لم تتوقف الحرب بشكل دائم.
تأملات في معاناة متبادلة
تحدث أربيل، الذي يُعرف بانتقاده للحكومة، عن مشاعر متضاربة سيطرت عليه خلال العيد، وقال: "بينما أفكر في محنة الرهائن، لا أستطيع تجاهل معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".
وأضاف: "أفكر في الصعوبات التي يواجهها كلا الشعبين".